يعتبر مشروب القهوة واحدًا من أهم المشروبات التي يستخدمها البشر فى جميع أنحاء العالم، ويرجع ذلك الى فوائدها الكبيرة على التركيز والانتباه، حيث يتناولها الكثير من الناس فى الصباح من اجل استفاقة أسرع وتركيز أفضل طوال اليوم وكذلك يستخدمها الكثيرون فى أوقات الدراسة والتعلم من أجل المحافظة على التركيز وسهولة فهم المعلومات. ولكن، كيف كان تاريخ القهوة حتى أصبحت بتلك الأهمية؟
وبسبب تلك الشعبية الجارفة والاهمية الكبرى كان من المهم أن نرجع بالتاريخ البشري لنصل الى اول من فهم أهمية القهوة وكيف حاول الاستفادة منها الى ان وصلت الينا اليوم كواحدة من أهم المشروبات التي يستخدمها البشر. حيث نحاول معرفة تاريخ القهوة وكذلك اولى المناطق التي ظهرت فيها أشجار القهوة، وكيف تم التعرف عليها؟
أول من تناول القهوة فى التاريخ:
هناك العديد من الروايات حول تاريخ القهوة وبداية استخدامها حيث تتشابه تلك الروايات فى بعض الأمور وتختلف في البعض الآخر فهي تتفق في أن أصول القهوة أو المكان الأول لظهور أشجار القهوة وبداية الانتباه إليها هي مناطق شرق قارة أفريقيا وجنوب غرب قارة آسيا.
وتشير أهم تلك الروايات إلى أن تاريخ القهوة يعود إلى القرن الخامس عشر وهو بداية معرفة البشر بأشجار القهوة وحبوب البن وذلك من خلال الاديرة الصوفية بدولة اليمن وبحلول القرن السادس عشر وصلت حبوب القهوة إلى باقي دول الشرق الأوسط ودول شمال وشرق أفريقيا واستمرت فى الانتشار فى دول أخرى مثل الهند وبلاد فارس وتركيا ومنها الى الدول الأوروبية مثل إيطاليا وأيضا الى جنوب شرق قارة آسيا وايضا الى الولايات المتحدة الأمريكية.
وتلك هي أصح الروايات الكثيرة التي تحاول الوصول الى تاريخ القهوة وبداية استخدامها وهناك ايضا مجموعة من الروايات الاخرى حول أول من عرف نبات القهوة وقام باستخدامها ومنها:
- وتشير تلك الرواية الى أن تاريخ القهوة يرجع إلى الصوفي اليمني غثول أكبر نور الدين أبي الحسن الشاذلي وذلك من خلاله سفره الى دولة اثيوبيا فى القرن العاشر حيث لاحظ حيوية كبيرة للطيور فى تلك المنطقة من خلال تناول نبات التوت وايضا نبات القهوة الذي لم يكن معروفا فى ذلك الوقت ومن هنا جاء اكتشاف نبات القهوة واستمر فى الانتشار من خلال دولة اليمن إلى دول الجزيرة العربية ومنه الى جميع انحاء العالم.
- اما عن الرواية الاخرى فهي عن شخص يدعي كالدي راعي الماعز الإثيوبي وذلك فى القرن التاسع وذلك بعد أن لاحظ النشاط على قطيعه بعد تناول النبات والذي كان يتوقع ان يكون نبات التوت الاحمر الفاتح فدفعه الفضول الى مضغ بعض منها فشعر بالبهجة والنشاط.
فدفعه ذلك إلى أخذ تلك الحبوب الى راهب فى دير قريب ولكن لم يصدقه الراهب ورفض استخدام تلك الحبوب وألقاها في النار وبعد فترة ظهرت رائحة مميزة نتيجة لحبوب القهوة مما أثار دهشة الراهب وبعض الرهبان الآخرين حيث سارع باستخراج تلك الحبوب المحمصة من النار وقام بسحقها واضاف اليها الماء المغلي حيث كان ذلك أول فنجان قهوة فى التاريخ.
و باختلاف تلك الروايات حول تاريخ القهوة واول من استخدمها فإنها لا تختلف كثيرا بل وتتفق إلى أن أشجار القهوة ظهرت اولا في شرق أفريقيا (دولة اثيوبيا) ومن خلال التواصل بينها وبين دول الجزيرة العربية ظهر نبات القهوة فى دولة اليمن ومن خلالها الى جميع دول شبه الجزيرة العربية ومنها الى جميع انحاء العالم.
حيث تعتبر القهوة الاثيوبية هي المنشأ الأصلي الى ذلك المشروب الرائع ولذلك فان حوالي 12 مليون شخص من سكان دولة اثيوبيا يشارك فى زراعة نبات القهوة حيث تشير بعض التعبيرات المعروفة بأسم “بونا دابو ناو” والتي تعني “القهوة هي خبزنا” وذلك لأن القهوة هي المصدر الرئيسي للاقتصاد الإثيوبي وايضا اهمية الكبيرة في نظامهم الغذائي.
أكبر الدول انتاجا للقهوة:
أما الحديث عن اكبر الدول انتاجا للقهوة فى الوقت الحالي فيشهد أيضا تواجد دولة اثيوبيا كأكبر الدول انتاجا للقهوة فى قارة افريقيا ولكن ترتيب الدول الخمس الأكثر إنتاجا للقهوة لعام 2023 فهو كالاتي:
- البرازيل Brazil: وتنتج ما يقارب 2.55 مليون طن من القهوة سنويا.
- فيتنام Vietnam: وتنتج حوالي 900 ألف طن سنويا.
- كولومبيا Colombia: وتنتج حوالي 700 ألف طن سنويا.
- اندونيسيا Indonesia: وتنتج حوالي 410 الف طن سنويا.
- إثيوبيا Ethiopia: ويصل إنتاجها إلى 390 ألف طن سنويا.
حيث تشير تلك الاحصائيات الى تربع دولة البرازيل على عرش إنتاج القهوة حول العالم وذلك بالاضافة الى الجودة العالية الى حبوب القهوة التي تصل الى جميع انحاء العالم من البرازيل ولكن اختلافا مع نشأة وتاريخ القهوة فإن دولة اثيوبيا هي المركز الخامس من اكبر الدول انتاجا للقهوة حول العالم. كما تضم القائمة مجموعة كبيرة من الدول مثل الهند India وايطاليا Italy واليمن Yemen والمكسيك Mexico والكاميرون Cameron وغيرهم من الدول مع اختلاف كمية إنتاج كل دولة عن الأخرى.